دولة الإمارات العربية المتحدة
وزارة التربية والتعليم
منطقة الشارقة التعليمية
العنوان :-
ضعف الدولة العثمانية وأثر ذلك في الوطن العربي
المقدمة:
ضعف الدولة العثمانية:
امتد ملك الدولة العثمانية من صنعاء في الجنوب إلى بودابست في الشمال، ومن بغداد شرقا إلى الجزائر غربا وقد بلغت قمة مجدها في أواخر القرن السادس عشر، وحافظت على طوتها خلال القرن السابع عشر. ولكن منذ أوائل القرن الثامن عشر، بدأت الدولة تضعف.
ويعود ضعف الدولة العثمانية إلى عوامل داخلية، وأخرى خارجية .
الموضوع:
العوامل الداخلية:
1ـ تعدد القوميات والأديان:
كانت الدولة العثمانية مؤلفة من عناصر مختلفة في قومياتها، وأمم متباينة في عقائدها الدينية، فكان فيها التركي والعربي والسلافي واليوناني والبلغاري والألباني كما كان فيها المسلم والمسيحي بمذاهبه المختلفة واليهودي وقد كان من الصعب صهر هذه العناصر في بوتقة واحدة وضمان ولائها للدولة الحاكمة. على أن الدولة العثمانية لم تقم بمحاولة صهرها، بل أبقت كل أمة على ما لها من عادات وتقاليد ولغات. وكان من نتيجة هذا التباين في القوميات والأديان حدوث ارتباكات في الإدارة العثمانية، مما زعزع كثيرا من أركان الدولة.
2ـ اتساع الدولة وصعوبة المواصلات:
أدخل العثمانيون تحت حكمهم أقاليم واسعة مترامية، ولكنهم أهملوا أمر ربطها بطرق صالحة للمواصلات تسهل انتقال الجيوش، وتحفظ لهم هيبة الدولة وسيادتها، الأمر الذي أبعد هذه المقاطعات من مركز الحكم، وكان سببا في حدوث ثورات عديدة، وبالتالي كان سببا في انفصال أجزاء غير قليلة عن جسم الدولة، ونزع السيادة التركية عنها بالفعل.
3ـ ضعف السلاطين:
كان السلاطين حتى سليمان القانوني يتصفون بالحزم والقوة وكانوا يقودون الجيوش بأنفسهم. ولكن توالى من بعده سلاطين انصرف أكثرهم إلى الملذات، والمكائد، وكانوا عديمي الخبرة السياسية. وقد مكن ضعفهم لرجال القصر ونسائه من السيطرة على مقاليد الأمور وحبك الدسائس.
4ـ فساد الإدارة:
كان لإتباع نظام الالتزام، ولاستبداد الحكام بالرعية، وابتزاز أموالها، وانتشار الرشوة وبيع الوظائف-أثر في انحطاط الأوضاع. وقد أدى إسراف السلاطين وكبار الموظفين وقواد الجيش بعثرة أموال الدولة، مما ألجأ أولى الأمر إلى فرض ضرائب جديدة ومعنى هذا هو إفقار الرعية وتردي الأمور.
5- ضعف الجيش:
كان الجيش ، أداة العثمانيين في فتوحاتهم العريضة، وكان الانكشارية عماد هذا الجيش، ولكن هذا الجيش ما لبث أن غدا أداة للهدم والفساد، فإن السلاطين الضعاف لم يهتموا به فدخل معترك الحياة العامة، واشترك في المنازعات الداخلية، وصار يتحزب لفريق دون فريق، ويشترك في تنحية السلاطين وتوليتهم. هذا إلى أن الجيش بقي محافظا على نظامه القديم بينما كانت الجيوش الأوروبية تأخذ بالأساليب الحديثة، وقاومت الإنكشارية كل إصلاح جديد. والواقع أن آفة الدولة العثمانية كانت هي كثرة الفتن وتمرد الجيش.
6ـ جمود الأتراك:
بينما كانت أوروبا تتقدم بخطي متسارعة في جميع الميادين من علم وإدارة وسياسة واقتصاد واجتماع – بقي الأتراك يعيشون في ظلمات العصور الوسطي. وليس من المتوقع من قوم هذا شأنهم أن ينجحوا في مقاومة عوامل التفكك داخل دولتهم
.
العوامل الخارجية:
1ـ ظهور دول أوروبية قوية معادية:
كان لقيام روسيا والنمسا القويتين على حدود الدولة العثمانية أثر بارز في تاريخها السياسي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فقد كان مطمع روسيا أن تستحوذ على القسطنطينية لتتحكم في مضيقي الدردنيل والبسفور، وهي لذلك لم تنفك تخلق للعثمانيين المشكلة تلو المشكلة، وتتحين الفرص للإيقاع بالدولة وتحقيق حلمها الواسع.
أما النمسا فهي التي وقفت في وجه العثمانيين، ودافعت عن فينا، ودخلت معهم في معارك عديدة حتى أجلت جيوشهم عن أقاليم واسعة. وكانت النمسا ترى مستقبل إمبراطوريتها في البلقان، وكانت تثير الفتن بين الشعوب البلقانية لإرباك الدولة العثمانية وشل كل حركة إصلاحية عامة يراد بها زيادة نفوذ السلطان على الرعايا المسيحيين في البلقان.
2ـ ظهور المبادئ الحرة:
ظهرت مبادئ الحكم النيابي والروح القومية على أثر الثورة الفرنسية وانتشرت هذه المبادئ بين رعايا الدولة العثمانية في أوروبا، فأصبحت تشعر بكيانها وقيمتها وتعمل من أجل الانفصال عن الدولة العثمانية تؤيدها في ذلك الدول الأوروبية. وقد ظهر هذا العامل بصورة خاصة في القرن التاسع عشر قرن القوميات.
الخاتمة:
كل هذه الأسباب أدت إلى ضعف الدولة العثمانية وانهيارها في القرن التاسع عشر ميلادي، وقد أدي ضعف الدولة العثمانية إلى آثار كثير في الوطن العربي ومنها: ازدياد الفوضى والفقر و تمر القبائل العربية، و ظهور حركات الانفصال عن السلطة، و زحف الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي، و ظهور اتجاه نحو الإصلاح.
الرأي الشخصي:
إن الوقائع التي مرت بها الدولة العثمانية تُكرر في عصرنا الحالي لذلك يجب علينا التعلم من أخطاء من سبقونا ومحاولة تجنبها، فمن الأسباب الرئيسية في اعتقادي التي أدت إلى انهيار الدولة العثمانية، هي تفرقهم والخلاقات التي قامة بينهم،فلو أنهم تعاونوا فيما بينه لنتصروا على الدول الأوربية بإذن الله.
المصادر:
كتاب التاريخ العربي الحديث